يقع المدمن في دائرة الإدمان في خطوات متتالية ، تبدأ بحب الإطلاع والتجربة ، وتمر بتقليد برفاق السوء أو التأثر بالآباء والأخوة الكبار ، أو حب الانتقام من الذات أو من الأسرة والمجتمع ، ويعزز ذلك سوء التربية ، وضعف الشخصية ، وتفكك الأسرة ، وإهمال ولي الأمر ، وغياب التوعية ، والفراغ الفكري والثقافي ، والبطالة ، والفقر ، وتدني المستوى التعليمي ، والثراء وتدليل الأبناء .
انواع المخدرات:
لعدة سنوات مضت ، كان مجرد الاعتقاد بأن المتعاطي قد استعمل الحقن لتناول الهيروين ، يجعله في وضع حرج للغاية ويضطره للدفاع عن نفسه بضراوة… وليس هناك ما نضيفه … فالهيروين اليوم نقي جداً ، ويستطيع المدمنون تدخينه أو استنشاقه. وهذا ما جعل الكثيرين من المراهقين ، تحت سن {18} سنة يتعاطونه ، ويواجهون بذلك خطورة الجرعة المفرطة ، التي تعرّضهم للموت الذي يصطاد المتعاطين له في الوريد. وفي الفترة الأخيرة ، صوّت {40%} من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية ، بأنهم لا يعتقدون أن هناك خطر كبير في تجربة تعاطي الهيروين. كما أن الدراسات الأخيرة ، أظهرت تحولاً في طرق تعاطي الهيروين ، من طريقة الحقن إلى طرق التدخين والاستنشاق ، نظراً لزيادة نقائه ، وللاعتقاد الخاطئ بأن طرق التعاطي هذه ، لا تقود إلى الإدمان.
الأخطار الصحية للهيروين:
حدوث الموت بالجرعات المفرطة ، الإجهاض التلقائي ، انطواء الأوردة ، الإصابة بالأمراض الوبائية مثل الأيدز والتهاب الكبد الفيروسي .
كما يسبب تعاطيه لفترة طويلة ، إصابات صمامات وبطانة القلب ، والخرّاج ، والتهاب النسيج الخلوي ، وأمراض الكبد ، والمضاعفات الرئوية مثل الإصابة بذات الرئة ، وهبوط التنفس .
ونظراً لكون أغلب الهيروين المتداول للتعاطي ليس نقياً ، ومضافة إليه مواد أخرى غير قابلة للذوبان ، فقد ينتج عن تعاطيه تخثر في الدم ينتقل إلى الرئة أو الكبد أو الكليتين أو المخ ، ويؤدي إلى موت عدة قطاعات من الخلايا في الأعضاء الحيوية للجسم.
المريجوانا
مادة يتم تعاطيها في سيجارة ، أو في غليون ، أو في نرجيلة . وأحياناً يتم تعاطيها مع مخدرات أخرى مثل الكراك ، أو تتم إضافتها إلى بعض الأطعمة أو الشاي.
والمادة الفعالة في الماريجوانا هي {THC} أو {دلتا-9-خماسي الهيدروكابينول}.
وتشتمل تأثيرات تعاطي الماريجوانا لفترة قصيرة ، على مشاكل في الذاكرة والتعلم ، واضطراب الإدراك ، وصعوبة التفكير وحل المشكلات ، وفقدان التنسيق ، وزيادة معدل نبض القلب ، والتوتر ، ونوبات جنون العظمة.
*تأثيرات الماريجوانا على المخ: أثبتت البحوث أن مادة {THC} ، تحدث تغييرات في طريقة دخول وعمل المعلومات الحسية في قرن آمون . {قرن آمون: هي منطقة في المخ ، تعرف بأنها محتوى جهاز التوصيل في المخ ، وهو جهاز له دور حاسم في أداء وظائف التعلم ، والذاكرة ، وتحليل التجارب الحسية ، والعواطف ، والحركات ، والسلوكيات المكتسبة}.
وقد أثبتت البحوث قيام مادة {THC} ، بكبح الخلايا العصبية في جهاز معالجة المعلومات في منطقة قرن آمون بالمخ.
*تأثيرات الماريجوانا على الرئة: يسبب التدخين المنتظم للماريجوانا ، مشاكل تنفسية ، كتلك التي يسببها التبغ. ويعاني المتعاطي يومياً من السعال والبلغم وأعراض التهاب الشعب الهوائية ونوبات البرد في الصدر. والاستمرار في تدخين الماريجوانا يؤثر على نسيج الرئة ، ويؤدي إلى تدمير أجزاء منه ، مما يسبب خللاً في الوظائف التنفسية.
*تأثير تعاطي الماريجوانا بكثرة على التعلم والسلوك الاجتماعي: أثبتت إحدى الدراسات أن المهارات الدقيقة في الانتباه والذاكرة والتعلم ، تتضرر لدى مدخني الماريجوانا بكثرة ، وحتى بعد توقفهم عن تدخينها لمدة {24} ساعة. حيث تظهر لديهم الأخطاء الكثيرة أثناء التعلم ، ويجدون صعوبة في التركيز والانتباه لما حولهم ، وتزيد لديهم صعوبة تسجيل ومعالجة واستعمال المعلومات.
كما أن متعاطي الماريجوانا بكثرة ، من المراهقين ، أظهروا صعوبة التواصل مع الآخرين ، وقبولهم لسلوكيات الانحراف الجنسي ، وسلوكيات انتهاك القوانين ، والعدوانية والعصيان ، وسوء علاقتهم بوالديهم وذويهم ، وارتباطهم بالخارجين عن القانون والمدمنين.
حشيش:
أكثر أنواع المخدرات إنتاجاً وتداولاً وتجارةً وتعاطياً ورواجاً ، بل يعتقد أنه أول ما اكتشفه الإنسان من مخدرات ، وان كان قد استعمله الإنسان في البداية في أغراض نافعة ، فصنع من أليافه الحبال والأقمشة المتينة ، كما وصفه لعلاج بعض الأمراض . وتنتشر زراعته في جميع دول العالم تقريباً ، بل إن هناك من يزرعه في حديقة بيته أو في وعاء داخل البيت ، ويقال أنه ظهر لأول مرة فوق جبال الهمالايا ، في شمال الهند ، قبل ما يزيد عن 35 قرناً . وكتب عنه عالم النبات العربي ابن البيطار، في القرن الثاني عشر الميلادي ، فقال { يزرع القنب في مصر ، ويعرف فيها بالحشيش ، وهو يؤكل وأكله يشعر بالخفة والسرور ، أن الطائفة الاسماعيلية يتعاطونه في ممارساتهم الدينية}.
الكوكايين:
هو مخدر مسبب للإدمان بشكل قوي . والمدمنون عليه يحسون بقوة وهمية طاغية ، تجعلهم يشعرون بالسيادة . وإذا ما تعاطاه شخص ما لأول مرة ، فلا أحد يستطيع إيقاف أو تحديد مدى التعاطي الذي سيصل إليه. والكوكايين يمكن تعاطيه بالشم ، أو بالحقن ، أو بالتدخين على هيأة كراك الكوكايين.
ويرجع أول استخدام للكوكايين إلى خمسة آلاف سنة ، عندما كانت قبائل الإنكا بأمريكا الجنوبية ، تستخدمه كدواء ومخدر في طقوسها.وفي نهاية القرن السادس عشر دخلت نبتة الكوكا إلى أوربا ، على يد: نيكولاس مونارديس . وقد نشر الطبيب النمساوي ، مؤسس مدرسة التحليل النفسي: سيجموند فرويد كتاباً عن الكوكايين بعنوان {حول الكوكا} وذلك عام 1884ف.
وتظهر الأخطار الصحية لتعاطي الكوكايين ، بغض النظر عن طريقة تعاطيه سواء بالشم أو الحقن أو التدخين ، وإن بدا للبعض أن تأثير تعاطيه بالتدخين ، أسرع منه بالشم أو الاستنشاق . فالتدخين يسمح وصول جرعات كبيرة من الكوكايين للمخ بسرعة ، وبذلك يصبح أسرع وأكثر تركيزاً.
ويزيد تعاطي الكوكايين بالحقن ، من احتمال الإصابة بالأمراض الوبائية مثل الإيدز ، خاصة إذا اشترك المتعاطون له في استعمال حقنة واحدة .
عوامل الإدمان
من العوامل المؤدية للإدمان ، سهولة الحصول على مادة يدمن عليها ، فالعاملون في الحانات مثلاً قد يدمنون الخمر ، كما أن ترويج العادات والسلوكيات قد بدا سهلاً ، في ظل صيرورة العالم كقرية صغيرة ، بفعل الاتصالات والمعلوماتية . ويلعب الفراغ دوراً كبيراً في مشكلة الإدمان ، فإذا شعر الشاب أن طاقته الهائلة معطلة ، سعى لملء وقته بتجارب جديدة لا يدرك مقدار ضررها . أما المشاكل الاقتصادية فهي مؤثرة بالضرورة ، فمن ناحية نجد الفقر والحرمان والبطالة ، ومن ناحية أخرى نجد الترف والرفاهية ، وبين القطبين يستشري سلوك التعاطي والإدمان المعيب . كما أن هناك ارتباطاً شرطياً ما يلبث أن يتكوّن بين المدمن ورفاق السوء وأماكن التعاطي ، مما يجعل مقاومة التعاطي أمراً صعباً على المدمن كلما التقوا بهؤلاء الأشخاص وذهبوا لهذه الأماكن